ملتقى طلبة كلية الحقوق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى طلبة كلية الحقوق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقالات نقدية عن مجموعة قصص نيران صديقة,

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فارس بلا جواد

فارس بلا جواد


عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
العمر : 32

مقالات نقدية عن مجموعة قصص نيران صديقة, Empty
مُساهمةموضوع: مقالات نقدية عن مجموعة قصص نيران صديقة,   مقالات نقدية عن مجموعة قصص نيران صديقة, Emptyالثلاثاء أغسطس 18, 2009 9:37 pm

قصص علاء الأسواني تنذر بوابل من "نيران صديقة"..

[size=16]حين صدرت روايته "عمارة يعقوبيان"، منذ بضع سنوات في مصر، حققت من النجاح ما يتجاوز المفاجأة إلى الشائعة. فقد نوه بها نقاد مرموقون وصحفيون جادون في كل مكان. وتنافس نجوم السينما على تحويلها إلى فيلم يكون للمحظي واللامع منهم دور كبير فيه. أما الممثلات فإن اللواتي اعتذرن عن عدم قبول هذا الدور أو ذاك، إنما كن يعبرن عن الغيرة ممن أتيح لها الدور النسوي الأكبر. واتسعت سوق النميمة للتعليقات. فعلاء الأسواني ، مؤلف الرواية، طبيب أسنان وقد جاءته الرواية بضربة حظ. إنها بيضة ديك لن تتكرر. ومن قائل: إن أباه هو الصحفي الكاتب المخضرم عباس الأسواني. وفرخ الوز - نحن في بلاد الشام، نقول البط- عوام. أما هو، د.علاء الأسواني ، صاحب العلاقة ، فكان يتابع بهدوء وثقة كل طبعة جديدة لروايته الباهرة من غير أن يغير غلافها، مكتفياً بالإشارة إلى رقم الطبعة في الصفحة الأولى. ومرت النميمة على ذلك فقال حاسد إنه يخاف الحسد، ورد معجب: بل إنه تواضع الموهوب الحقيقي.. وجاءت أنباء ترجمة "عمارة يعقوبيان" إلى غير لغة حية.. فتحول التساؤل إلى قلق: ماذا سيكون جديد د. علاء الأسواني؟
حين وقعت عيناي على مجموعته القصصية "نيران صديقة" شعرت بسعادة الواثق من الفوز في الرهان. فليست الرواية بيضة ديك. وعندما لمحت ، على الغلاف، إشارة إلى أنها الطبعة الثانية، تساءلت: ومتى كانت الطبعة الأولى؟ وتذكرت المثل الشعبي :" إن طلع صيتك فـ تغطَ ونم".. ولكنني حين فتحت المجموعة وبدأت القراءة، أعدت النظر في هذا المثل. فهذا الموهوب لم ينم على حرير النجاح، ولم يكن يلهو في وقت ضائع.. بل كان يحفر في الأعماق، وهو - لا شك - في طليعة الكتاب المصريين الذين كشف ويكشف عنهم القرن الحادي والعشرون..
وكأنه كان يجيب عن سؤال يتصل بالجنس الروائي. فمجموعته "نيران صديقة" هذه ، عبارة عن عشر قصص، إلا أن الأولى منها تقع في مئة صفحة أو تزيد قليلاً، فضلاً عن أنها مركبة من عناصر مختلفة، حتى ليمكن اعتبارها رواية قصيرة. ويدعم هذا الاعتبار أن مناخ هذه القصة - وعنوانها : الذي اقترب ورأى - قريب من مناخات عمارة يعقوبيان. إلا أن هذا لا يعني التكرار بأي حال. فهذا الكاتب يتمتع بلواقط اجتماعية وسيكولوجية تعفيه من المراوحة على أرض واحدة..
ولكن ما حكاية هذا العنوان "نيران صديقة"؟..
إن معظم كتاب القصة القصيرة يعمدون إلى اختيار القصة التي عليها العين، لتكون عنواناً للمجموعة. ولكن لا شيء من ذلك في حالة د. علاء الأسواني الذي لم يكتب قصة بعنوان "نيران صديقة".. ولو درنا بالذاكرة في المكان والزمان القريبين، لرأينا أن هذا الاصطلاح العسكري "نيران صديقة" أصبح يتردد بشكل ملحوظ، منذ العدوان الأمريكي الذي انتهى باحتلال العراق وبروز المقاومة الشعبية هناك. فكان الناطق العسكري يحاول التهوين من عدد خسائر جيشه الأمريكي بالقول إن هذا القتيل سقط بنيران صديقة.. أي أنه خطأ فني، أو في أفضل الحالات إنه حادث مؤسف ليست وراءه نية سيئة.. فهل استعار د. علاء الأسواني هذا الاصطلاح في إشارة إلى أن نقده المر للمجتمع المصري لا يمكن أن يكون محمولاً على نية سيئة؟ وأن نيران النقد التي يمطر بها مختلف الطبقات المتوسطة هي مجرد نيران صديقة؟.. لمزيد من حسن النية المتبادل ، أقبل ، بوصفي قارئاً محباً لمصر ، هذا التفسير ، وأراهن على أن هذه النيران لا يمكن أن تؤذي . بل هي تخطيطات وتحذيرات تنويرية بهدف الصحوة واستقبال النهار.
عنقود قصص
تقوم القصة الأولى "الذي اقترب ورأى" على أساس مركب قادر على حمل عدد من الأبنية ، فهي ، كما أشرت، رواية قصيرة، أو أنها أشبه بعنقود قصص يتدلى من دالية واحدة. فهناك عصام، المتأمل، الشكاك، ذو التفكير المادي، الرسام بالوراثة، ذلك أن أباه رسام حقيقي لكنه غير لامع، وهو يداري إخفاقه بالسهر اليومي في بيته مع زملاء له لا يقلون عنه إخفاقاً واغتراباً. وحين تأتيه رسالة من معجب فإن ابنه عصاماً يمزق الرسالة. ولا يثور الأب الحزين بل يعتذر هو لابنه بعد أن ينفضَ الساهرون. كأنما هو المخطئ لا الابن. وكان خطأ الأب هو عدم النجاح .. أما عصام الذي لا يتغير عليه شيء حتى بعد وفاة أبيه، فهو يعاشر الشغالة هدى بمعرفة أمه التي لا تملك إلا أن تضطهد حماتها المقعدة، فيما تتشفى بها الحماة عندما يتساقط شعر رأسها بسبب العلاج الكيميائي إثر إصابتها بالسرطان.. يرى عصام كل هذا ولا يعلق عليه. فهو ليس مأزوماً من عدم النجاح كما كان والده. ولكنه يكتفي بالمشاهدة والاكتفاء بالانطباع الذاتي. وفي العمل ينتبه إلى المدير الشهواني الانتهازي الذي يعتدي على الشغالات الفقيرات، فإذا تمردت عليه إحداهن دهمها بتهمة سرقة مئة جنيه!! ومع ذلك فالمدير يصوم في رمضان ويندد بعصام الذي لا يصوم ولا يكترث له، بل يذهب إلى أحد معارض الرسم فيعرف فتاة ألمانية سرعان ما يدعوها إلى كاس في فندق سميراميس ثم تصحبه إلى بيتها محذرة من شراسة البواب المحافظ. إلا أن عصاماً يدخل غير مكترث بالبواب ويقضي ليلته في بيت الألمانية التي تدله في اليوم التالي إلى مكان عملها.. وفي وقت لاحق يحاول عصام أن يزورها ليفاجأ بأنها لا تعمل هناك. يستغرب ويتوجه إلى بيتها فيتحرش بالبواب ويتحداه لكن هذا يجمع الناس عليه، ليفاجأ بأن الألمانية لا تسكن هناك.. فهل كانت ليلته السابقة مجرد وهم؟ وهل كانت عشيقة الأمس مجرد سراب؟ إنه لا يعطينا جواباً ولكننا نفهم من سياق الأحداث المتقطعة المتناثرة أنه أصيب بالجنون، وأن أمه باتت تزوره في مصح عقلي، فيما يظل ويكابر مؤكداً أن الألمانية حقيقة من لحم ودم، وأنه يعرف بيتها ومكان عملها ..
ليست هلوسات عصام وتخيلاته مجرد أعراض من الجنون. بل هي تراكم الخيبات الموروثة. لقد كان أبوه يهرب إلى الخمر والحشيش، ويرى في عدم اكتشاف موهبته ضعفاً وفساداً في الذوق الفني. أما هو فكان يرد على خيبة أبيه، وفساد مديره، وضيق أفق أمه وجدته، بأوهام التعالي على كل ما يرى. حتى أنه يفتتح قصته - أو روايته الطويلة- بسخرية جريئة من مقولة الزعيم الوطني المصري:" لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً".. وينهال على مصر نقداً مبرحاً إلى درجة الاستفزاز . وهو ما سيكرره على مسامع الفتاة الألمانية التي توهم أنه عرفها وعاشرها فما كان منها إلا أن انبرت تدافع بحرارة عن مصر. وعندما ندرك أن الألمانية نفسها ليست إلا وهماً فإن علينا إعادة النظر في هجومه على مصر وفي دفاعها عن مصر. إنه يوهم نفسه بالتعالي والتجاوز إلا أن الأنا الأعلى عنده لا يمكن إلا أن يكون وفياً لبلاده فيبرز له من خياله فتاة أجنبية تعترف لمصر بما تستحق.. لكننا عندما نكتشف ، في النهاية، أن ذلك كله لم يكن إلا وهماً فسوف ندير دفة التأمل في القصة لنفسر الهلوسات المنتظمة بأنها جناية الخيبة على الخائب الذي لم يحتمل دور المثقف المحايد ولم يتمكن من تقمص شخصية المثقف العضوي. فأقام عالماً موازياً من الأوهام، وكانت النتيجة أننا ندرك مصيره في المصح العقلي..
هذه الأوهام التراجيدية ستظهر من جديد في مجموعة علاء الأسواني هذه، من خلال قصة "جمعية منتظري الزعيم" التي يظهر فيها سياسيون وفديون منسيون، وقد طوتهم الحياة بعد ثورة عبد الناصر. ولم يجدوا أنفسهم بعد وفاته حتى وهم يلتقون بعلنية مسموحة في تكريم ذكرى زعيم الوفد مصطفى النحاس. ويتخيل أحدهم أن مصطفى النحاس قد خرج من إطار صورته المعلقة في بيته. ودعاه إلى مسيرة في اليوم التالي أمام بيت الأمة. وحين راح هذا العالم يبلغ ما توهمه إلى أقرانه ونظرائه في حزب الوفد، استهجنوا ذلك.. لكنهم بعد كل شيء أتوا على الموعد. ولم يظهر مصطفى النحاس طبعاً. لكنهم يعيشون دنيا غير هذه الدنيا. ولعلهم لا يزالون ينتظرون النحاس حتى كتابة هذه السطور.. هل من حاجة إلى تعليق؟
كانوا أطفالاً..!
تستوقفنا في هذه المجموعة ثلاث قصص يستلهمها الكاتب من عمر الطفولة. ويجمع بينها أنها مسرودة بصيغة ضمير المتكلم. وأن أحداثها وقعت أيام الدراسة الابتدائية أو أول الإعدادية، بمعنى أن أبطال هذه القصص ليسوا أطفالاً بل كانوا أطفالاً. وبالعودة التقليدية إلى مقولة أن الطفل هو والد الرجل الذي سيكونه، نرى أن علاء الأسواني إنما يقص عينا عملياً مقدمات بزوغ وعي أناس راشدين يعيشون بيننا الآن. وإذا كانت إحدى هذه القصص تحتمل تأويلاً رمزياً، فإن هذا التأويل ، كما سنرى، لا يتعارض مع أن القصة جرت في الزمن الماضي مع أحد الأطفال. وإذا كان هذا الطفل لا يزال على قيد الحياة- ولا يوجد سبب لافتراض غير ذلك- فإنه الآن رجل يتحمل مسؤولية ردود أفعاله على مستجدات الحياة.
الأولى من هذه القصص الثلاث، تحمل اسم بطلها "عزت أمين اسكندر". وهو تلميذ ابتدائي يمشي على ساق اصطناعية. وقد جاء زميله ، راوي القصة ، بدراجة هوائية ذات يوم وراح يجري بها في باحة المدرسة. فطلب منه عزت أمين اسكندر أن يعيره الدراجة ، وسرعان ما امتطاها متحاملاً على إعاقته. بل إنه راح يتفنن في السيطرة عليها من غير استخدام يديه، حتى سقط فجأة على الأرض. وطارت ساقه الاصطناعية ونزف الجرح القديم في مكان الحادث الذي سبق له أن أودى بساقه. إلا أن الولد المكابر يتحامل على ألمه ويتجاهل سقطته متسائلاً:" شفتني وأنا راكب العجلة؟".. إنه وهم المكابرة الذي وقعنا عليه في القصتين السابقتين، عندما تخيل عصام أنه قضى ليلة ساخنة مع سائحة ألمانية. وتخيل وفدي مخضرم أن النحاس باشا قد واعده عند بيت الأمة. أما هنا، فعزت اسكندر، يجمع الإرادة إلى الوهم. فمن جهة هو قادر على امتطاء الدراجة متغلباً على ساقه الاصطناعية، ومن جهة ثانية هو يريد الذهاب بالتحدي إلى أبعد ما تتطلبه الإرادة. وحين يسقط فإنه يحاول إخفاء الألم والخيبة مفسحاً المجال لفكرة واحدة، هي أنه قادر على ركوب الدراجة.. وأتساءل ،بشيء من الحرج والحذر، عما إذا كان تأويل الرمز يحتمل الى جانب من الوضع الإثني في مصر. فالولد المعاق ينتمي إلى فئة تشكل عنصراً عضوياً من عنصرين يشكلان المجتمع المصري. وهل هناك فرصة لتجاهل التعقيد الإثني الذي يبدو كالإعاقة ، لمواصلة المواطنة الطبيعية. أم أن هناك عطباً يجري التحامل عليه حتى لو هدد بسقطة مؤلمة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mando13
Admin
mando13


عدد المساهمات : 58
تاريخ التسجيل : 03/07/2009

مقالات نقدية عن مجموعة قصص نيران صديقة, Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات نقدية عن مجموعة قصص نيران صديقة,   مقالات نقدية عن مجموعة قصص نيران صديقة, Emptyالإثنين أكتوبر 12, 2009 3:18 am

مقالات نقدية عن مجموعة قصص نيران صديقة, Icon_studyموضوع جميل جدا..وكاتب متميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://law-city.yoo7.com
 
مقالات نقدية عن مجموعة قصص نيران صديقة,
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى طلبة كلية الحقوق  :: شباب بيك :: فن اون لاين-
انتقل الى: